الغوث الكبير والقطب الشهير أحد أركان الولاية الذين أجتمعت الأمة على
إعتقادهم ومحبتهم0 قال المناوى: أحمد بن على البدوى السيد الشريف إمام
الأولياء وأحد أفراد العالم0قال المتبولى:قال لىرسول الله سيدنا ومولانا محمد
صلى عليه وآله وصحبه وسلم:ما فى مصر أولياء مصر بعد محمد ابن إدريس
الشافعى أكبر فتوة منه ثم السيدة نفيسى رضى الله عنه وأرضاها ثم شرف الدين
الكردى ثم المنوفى0 وقع إبن اللبان فى حقه فسلب القرآن والعلم
والإيمان فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل فى أمره فدلوه على
سيدى ياقوت العرش فمضى الى سيدى أحمد رضى الله عنهما وكلمه من القبر
وأجابه وقال له:أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رأس ماله فقال:بشرط
التوبة فتاب ورد عليه رأس ماله وهذا كان سبب ‘تقاد ابن اللبان فى سيدى ياقوت
العرش رضى الله عنه وقد زوجه سيدى ياقوت إبنته ودفن تحت رجليها بالقرافة
رحمهما الله تعالى وأرسل الشيخ تقى الدين ابن دقيق العيد سيدى عبد العزيز
الدرينى الىسيدىأحمد البدوى رضى الله عنه وقال له إمتحن هذا الرجل الذى
أشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل فإن أجابك عنها فهو ولى الله تعالى فمضى
اليه سيدى عبد العزيزالدرينى وسأله عنها فأجاب عنها بأحسن الجواب وقال:هذا
الجواب مسطر فى كتاب الشجرة فوجدوه فى الكتاب كما قال0
وكان سيدى عبد العزيز إذا سئل عن سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يقول:هو
بحر لا يدرك له قرار0
قال الإمام الشعرانى:وأخباره ومجيئه بالأسرى من بلاد الإفرنج وإغاثة الناس من
قطاع الطرق وحيلولته بينهم وبين من استنجد به لا تحويها الدفاتر0
قال:وأخذ شيخى الشيخ محمد الشناوى على العهد عند ضريحه وسلمنى اليه
فخرجت يده من الضريح وقبضت على يدى وقال نعم0
قال:ورأيته بمصر يعنى فى المنام فقال:زرنا ونطبخ لك ملوخية فدخلت طندتا فكل
من أضافنى فيها أطعمنى ملوخية فلزمت حضور مولده0
ومنها:أن رجلا كان عنده شعير فطلب أمير طندتا ما يعشى خيله به فلم يجد وقيل
له على ذلك الرجل فأتى الشيخ وهو يرعد فقال له: قل لهم: إنه قمح0 فقال ذلك
وفتح الحاصل فوجده قمحا كما ذكر أنه قمح0
ومنها:أنه قال لرجل أخزن فى هذه السنة قمحا وأكثر منه وأقصد التوسعة على
الفقراء فسيحصل غلاء مفرط ففعل وكان ذلك0وإجتمع به ابن دقيق العيد
فقال:إنك لا تصلى وما هذا من سنن الصالحين0فقال:أسكت والا أغبر دقيقك
ودفعه فإذا هو بجزيرة متسعة جدا فضاق ذرعه حتى كاد يهلك فرأى الخضر
فقال:لا بأس عليك إن مثل البدوى لا يعترض عليه لكن اذهب الى هذه القبة وقف
ببابها فإنه سيأتيك العصر ليصلى بالناس فتعلق بأذياله لعله يعفو ففعل فدفعه فإذا
هو بباب بيتة0وأنكر عليه الشيخ خليفة الإبيارى وحط على من يحضر مولده
فأبتلى بحبة فرعت فمه ولسانه فمات0
ورأى سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه الهاتف فى منامه يقول له:يا أحمد سر
الى طندتا فإنك تقيم بها وتربى بها رجالا وأبطالا:عبد العال ،وعبد الوهاب ،وعبد
المجيد،وعبد المحسن،وعبد الرحمن، رضى الله عنهم أجمعين وكان ذلك فى شهر
رمضان سنة أربع وثلاثين وستمائة فدخل رضى الله عنه مصرثم قصد طندتا
فدخل على الحال مسرعا دار شخص من مشايخ البلد إسمه ابن شحيط فصعد الى
سطح غرفة وكان طول نهاره وليله شاخصا ببصره الى السماء وقد انقلب سواد
عينيه بحمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوما لا يأكل ولا يشرب ولا ينام
ثم نزل من السطح وخرج الى ناحية((فيشا المنارة))فتبعه الأطفال فكان منهم عبد
العال وعبد المجيد فورمت عين سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فطلب من
سيدى عبد العال بيضة ليعملها على عينه0 فقال:وتعطينى الجريدة الخضراء التى
معك؟فقال سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه:نعم0فأعطاها له فذهب الى أمه
فقال:هنا بدوى عينه توجعه طلب منى بيضة وأعطانى هذه الجريدة0فقالت:ما
عندى شىء0فرجع فأخبر سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه0فقال:إذهب فأتينى
بواحدة من الصومعة فذهب سيدى عبدالعال فوجد الصومعة ملئت بيضا فأخذ له واحدة
منها وخرج بها اليه ثم إن سيدى عبدالعال تبع سيدى أحمد البدوى رضى
الله عنه من ذلك الوقت ولم تقدر أمه على تخليصه منه فكانت تقول يا بدوى
الشوم علينا فكان سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه إذا بلغه ذلك يقول:لو قالت:
يا بدوى الخير كانت أصدق ثم أرسل لها يقول:إنه ولدى من يوم قرن الثور وكانت
أم عبد العال قد وضعته فى معطف الثور وهو رضيع فطأطأ الثورليأكل فدخل قرنه
فى القماط فشال عبد العال على قرنه وهاج الثور فلم يقدر أحد على تخليصه منه
فمد سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يده وهو بالعراق فخلصه من القرن
فتذكرت أم سيدى عبدالعال الواقعةوأعتقدته من ذلك اليوم0
قال الإمام الشعرانى:تخلفت عن ميعاد حضورى للمولد سنة ثمان وأربعين
وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرنى أن سيدى أحمد البدوى رضى الله
عنه كان ذلك ايوم يكشف الستر عن الضريح ويقول:أبطأ عبد الوهاب ما جاء0
وأردت التخلف سنة من السنين فرأيت سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه ومعه
جريدة خضراء وهو يدعو الناس من سائر الأقطار والناس خلفه ويمينه وشماله
أمم وخلائق لا يحصون فمر على وأنا بمصر فقال:أما تذهب؟قلت:بى
وجع0فقال:الوجع لا يمنع المحب ثم أرانى خلقا كثيرا من الأولياء وغيرهم من
الأحياء والأموات من الشيوخ والزمنى بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون
المولد ثم أرانى جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الإفرنج مقيدين مغلولين
يزحفون على مقاعدهم فقال:أنظر الى هؤلاء فى هذه الحال لا يتخلفون فقوى
عزمى على الحضور فقلت له:إن شاء الله تعالى نحضر فقال: لابد من الترسيم
عليك فرسم على سبعين أسودين عظيمين كالأفيال0وقال:لا تفارقاه حتى تحضرا
به0فأخبرت بذلك سيدى الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه فقال:سائرالأولياء
يدعون الناس بقصادهم و سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يدعو الناس بنفسه
الى الحضور0ثم قال:إن سيدى الشيخ محمد السروى رضى الله عنه شيخى تخلف
سنة عن الحضور فعاتبه سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه0وقال:موضع يحضر
فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والأنبياء عليهم الصلاة
والسلام معه وأصحابه والأولياء رضى الله عنهم ما نحضر؟فخرج الشيخ محمد
رضى الله عنه الى المولد فوجد الناس راجعين وفات الإجتماع فكان يلمس ثيابهم
ويمر بها على وجهه0ومنها ما ذكره سيدى الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه
قال:أن شخصا أنكر حضور مولده فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعره تحن الى دين
الاسلام فاستغاث بسيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فقال:أن لا تقول0 فقال:نعم0
فرد عليه ثوب إيمانه ثم قال له:وماذا تنكر علينا؟قال:إختلاط الرجال بالنساء فقال
له سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه:ذلك واقع فى الطواف ولم يمنع أحد منه0
ثم قال:وعزة ربى ما عصى أحد فى مولدى إلا وتاب وحسنت توبته وإذا كنت
أرعى الوحوش والسمك فى البحار وأحميهم من بعضهم بعضا أفيعجزنى الله عز
وجل عن حماية من يحضر مولدى0 وحكى لى شيخنا أيضا أن سيدى الشيخ أبا
الغيث أبن كتيلة أحد العلماء بالمحلة الكبرى وأحد الصالحين بها كان بمصر فجاء
الى بولاق فوجد الناس مهتمين بأمر المولد والنزول فى المراكب فأنكر ذلك
وقال:هيهات أن يكون إهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وآله وصحبه
وسلم مثل إهتمامهم بأحمد البدوى فقال له شخص:سيدى أحمد ولى عظيم قال:فى
هذا المجلس من هو أعلىمنه مقامافعزم عليه شخص فأطعمه سمكا فدخلت حلقة
شوكة تصلبت فلم يقدروا على نزولها بدهن غطاس ولا بحيلة من الحيل وورمت
رقبته حتى صارت كخلاية النحل تسعة شهور وهو لا يلتذ بطعام ولا شراب ولا
منام وأنساه الله سبحانه وتعالى السبب فبعد التسعة شهور ذكره الله بالسبب
فقال:إحملونى الى قبة سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فأدخلوه فشرع يقرأ
سورة (يس) فعطس عطسة شديدة فخرجت الشوكة منغمسة دما فقال:تبت الى الله يا سيدى أحمد
وذهب الوجع والورم من ساعته0وأنكر ابن الشيخ خليفة إبيار بالغربية حضور أهل بلده الى
المولد فوعظة شيخنا الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه فلم يرجع
فاشتكاه لسيدى أحمد فقال:ستطلع له حبه ترعى فمه
ولسانه فطلع من يومه ذلك وأتلفت وجهه ومات بها0ومنها:ما قد شاهدت أنا بعينى سنة خمس
وأربعين وتسعمائة: شاهدت أسيرا على منارة سيدى عبد العال
رضى الله عنه مقيدا مغلولا وهو مخبط العقل فسألته عنه ذلك فقال:بيناأنا فى بلاد
الإفرنج آخر الليل توجهت الى سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فإذا أنا به
فأخذنى وطار بى فى الهواء فوضعنى هنا فمكثت يومين ورأسه دائرة عليه من شدة الخطفة رضى الله عنه0قاله الشعرانى0
وقال فى المنن:وقع لى وأنا فى مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه وأنا جالس فى ركن القبلة فمد
شخص من زائرين سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يده الى معاليق قلبى وقبض على قلبى فكدت
أن أهلك وكان متقلدا بقوس فشكوته الى سيدى أحمد البدوى رضى الله
عنه فأتهم بتهمة وأمسكة الكاشف وأرسل
يستغفر الله تعالى فسألت سيدى أحمد فيه فخلص ولم يشعر بهذه أحد من أصحابه0وكراماته
تتجاوز الحد والعد0فمنه:قصة المرأة التى أسر إبنها فى بلاد الإفرنج فلاذت به فأحضره فى
قيوده0ومر به رجل يحمل قربة لبن فأشار اليه
بإصبعه اليها فانقدت فخرجت منها حية ميتة إنتفخت0
ومنها:أنه شاوره شيخ مقامه على السفر بحضور الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعرانى فقال
له من القبر:سافر وتوكل على الله0قال الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعرانى:هكذا سمعته
بأذنى0وبين الشعرانى وبينه ثلاثمائة سنة0وقال العدوى
فى شرح البردة البوصيرية:ومن غريب كراماته ما أتفق للجماعة الذين سعوا فى إبطال
مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالىعنه ونفعنا به وبعلومه ومدده0
وهذه الواقعة من جملة كراماته رضى الله تعالىعنه: وذلك أن الذين أفتوا بإبطال
المولد الشريف المذكور طلبوا من الشيخ الإمام الربانى يحيى المناوى أن يوافقهم على
الموافقة بإبطال المول المذكور فامتنع ولم يكتب على الفتية فشكوه لمولانا
السلطان الظاهر جقمق رحمه الله تعالى فأرسل إليه فطلع اليه وأخبرنى رفيقه الذى
كان معه فقال:لما رآه السلطان نزل اليه من على الكرسى وجلس معه على
الأرض وأخذ يحاوله فى الإفتاء بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالى
عنه ونفعنا به وبعلومه ومدده0فقال له الشيخ:أما أنا فلا سبيل إلى أن أكتب على
الفتيه بإبطاله أبدا بل أفتى بمنع المحرمات التى تحضر فيه ومولانا السلطان
أيده الله يرسل خاصكيا أو أميرا من جهته يمنع المحرمات التى ستحضر فى
المولد ويبقى المولد على حاله فقال له السلطان:إن جماعه أفتوا بإبطاله0
فقال الشيخ:ما أجترىء على الفتيه بذلك0ثم قال كلاما حاصله أن الشيخ أحمد
البدوى سيد كبير وعنده وعنده غيره وهو لا يرجع عن هؤلاء الجماعة الذين
سعوا فى إبطال مولده ويا مولانا السلطان سوف تنظر ما يحدث لهؤلاء من الضرر
بسبب مولانا أحمد البدوىوعجز السلطان عن أن يستكتب الشيخ يحيى على
الإفتاء بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالىعنه ونفعنا به وبعلومه
ومدده فنزل الشيخ من عند السلطان وهو مسرور حيث لم يكتب صحبة الجماعة
الذين أفتوا بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالىعنه ونفعنا به
وبعلومه ومدده0ثم بعد قليل حصل لكل واحد من المفتين والمتعصبين فى إبطال المولد المذكور
غاية الضرر0فبعض المفتين عزل عن منصبه وأمر السلطان بنفيه فحصلت له
شفاعة وبعضهم هرب الى دمياط فأحضر وعزر ووضع فى الزنجير وحبس
نصف شهر وبعض المتعصبين كان وجيها عند السلطان أخذ من مجلسة فى غاية
الإهانة والناكال ووضع فى الحديد ويضرب فى مجلس الشرع خمسمائة عصا ثم
أحضره السلطان فى مجلسه وضربه ضربا مبرحا ثم نفى الى بلاد المغرب و
بعضهم ضرب ضربا مبرحا فنسأل الله تعالى العافية والسلامة من عصبة الزور
والبهتان وغضب الله تعالى وغضب رسوله صلى الله وآله وصحبه وسلم0وكانت
وفاته رضى الله تعالىعنه ونفعنا به وبعلومه ومدده سنة 675هجرية فى
مصر0قاله لشعرانى0
إعتقادهم ومحبتهم0 قال المناوى: أحمد بن على البدوى السيد الشريف إمام
الأولياء وأحد أفراد العالم0قال المتبولى:قال لىرسول الله سيدنا ومولانا محمد
صلى عليه وآله وصحبه وسلم:ما فى مصر أولياء مصر بعد محمد ابن إدريس
الشافعى أكبر فتوة منه ثم السيدة نفيسى رضى الله عنه وأرضاها ثم شرف الدين
الكردى ثم المنوفى0 وقع إبن اللبان فى حقه فسلب القرآن والعلم
والإيمان فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل فى أمره فدلوه على
سيدى ياقوت العرش فمضى الى سيدى أحمد رضى الله عنهما وكلمه من القبر
وأجابه وقال له:أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رأس ماله فقال:بشرط
التوبة فتاب ورد عليه رأس ماله وهذا كان سبب ‘تقاد ابن اللبان فى سيدى ياقوت
العرش رضى الله عنه وقد زوجه سيدى ياقوت إبنته ودفن تحت رجليها بالقرافة
رحمهما الله تعالى وأرسل الشيخ تقى الدين ابن دقيق العيد سيدى عبد العزيز
الدرينى الىسيدىأحمد البدوى رضى الله عنه وقال له إمتحن هذا الرجل الذى
أشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل فإن أجابك عنها فهو ولى الله تعالى فمضى
اليه سيدى عبد العزيزالدرينى وسأله عنها فأجاب عنها بأحسن الجواب وقال:هذا
الجواب مسطر فى كتاب الشجرة فوجدوه فى الكتاب كما قال0
وكان سيدى عبد العزيز إذا سئل عن سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يقول:هو
بحر لا يدرك له قرار0
قال الإمام الشعرانى:وأخباره ومجيئه بالأسرى من بلاد الإفرنج وإغاثة الناس من
قطاع الطرق وحيلولته بينهم وبين من استنجد به لا تحويها الدفاتر0
قال:وأخذ شيخى الشيخ محمد الشناوى على العهد عند ضريحه وسلمنى اليه
فخرجت يده من الضريح وقبضت على يدى وقال نعم0
قال:ورأيته بمصر يعنى فى المنام فقال:زرنا ونطبخ لك ملوخية فدخلت طندتا فكل
من أضافنى فيها أطعمنى ملوخية فلزمت حضور مولده0
ومنها:أن رجلا كان عنده شعير فطلب أمير طندتا ما يعشى خيله به فلم يجد وقيل
له على ذلك الرجل فأتى الشيخ وهو يرعد فقال له: قل لهم: إنه قمح0 فقال ذلك
وفتح الحاصل فوجده قمحا كما ذكر أنه قمح0
ومنها:أنه قال لرجل أخزن فى هذه السنة قمحا وأكثر منه وأقصد التوسعة على
الفقراء فسيحصل غلاء مفرط ففعل وكان ذلك0وإجتمع به ابن دقيق العيد
فقال:إنك لا تصلى وما هذا من سنن الصالحين0فقال:أسكت والا أغبر دقيقك
ودفعه فإذا هو بجزيرة متسعة جدا فضاق ذرعه حتى كاد يهلك فرأى الخضر
فقال:لا بأس عليك إن مثل البدوى لا يعترض عليه لكن اذهب الى هذه القبة وقف
ببابها فإنه سيأتيك العصر ليصلى بالناس فتعلق بأذياله لعله يعفو ففعل فدفعه فإذا
هو بباب بيتة0وأنكر عليه الشيخ خليفة الإبيارى وحط على من يحضر مولده
فأبتلى بحبة فرعت فمه ولسانه فمات0
ورأى سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه الهاتف فى منامه يقول له:يا أحمد سر
الى طندتا فإنك تقيم بها وتربى بها رجالا وأبطالا:عبد العال ،وعبد الوهاب ،وعبد
المجيد،وعبد المحسن،وعبد الرحمن، رضى الله عنهم أجمعين وكان ذلك فى شهر
رمضان سنة أربع وثلاثين وستمائة فدخل رضى الله عنه مصرثم قصد طندتا
فدخل على الحال مسرعا دار شخص من مشايخ البلد إسمه ابن شحيط فصعد الى
سطح غرفة وكان طول نهاره وليله شاخصا ببصره الى السماء وقد انقلب سواد
عينيه بحمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوما لا يأكل ولا يشرب ولا ينام
ثم نزل من السطح وخرج الى ناحية((فيشا المنارة))فتبعه الأطفال فكان منهم عبد
العال وعبد المجيد فورمت عين سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فطلب من
سيدى عبد العال بيضة ليعملها على عينه0 فقال:وتعطينى الجريدة الخضراء التى
معك؟فقال سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه:نعم0فأعطاها له فذهب الى أمه
فقال:هنا بدوى عينه توجعه طلب منى بيضة وأعطانى هذه الجريدة0فقالت:ما
عندى شىء0فرجع فأخبر سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه0فقال:إذهب فأتينى
بواحدة من الصومعة فذهب سيدى عبدالعال فوجد الصومعة ملئت بيضا فأخذ له واحدة
منها وخرج بها اليه ثم إن سيدى عبدالعال تبع سيدى أحمد البدوى رضى
الله عنه من ذلك الوقت ولم تقدر أمه على تخليصه منه فكانت تقول يا بدوى
الشوم علينا فكان سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه إذا بلغه ذلك يقول:لو قالت:
يا بدوى الخير كانت أصدق ثم أرسل لها يقول:إنه ولدى من يوم قرن الثور وكانت
أم عبد العال قد وضعته فى معطف الثور وهو رضيع فطأطأ الثورليأكل فدخل قرنه
فى القماط فشال عبد العال على قرنه وهاج الثور فلم يقدر أحد على تخليصه منه
فمد سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يده وهو بالعراق فخلصه من القرن
فتذكرت أم سيدى عبدالعال الواقعةوأعتقدته من ذلك اليوم0
قال الإمام الشعرانى:تخلفت عن ميعاد حضورى للمولد سنة ثمان وأربعين
وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرنى أن سيدى أحمد البدوى رضى الله
عنه كان ذلك ايوم يكشف الستر عن الضريح ويقول:أبطأ عبد الوهاب ما جاء0
وأردت التخلف سنة من السنين فرأيت سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه ومعه
جريدة خضراء وهو يدعو الناس من سائر الأقطار والناس خلفه ويمينه وشماله
أمم وخلائق لا يحصون فمر على وأنا بمصر فقال:أما تذهب؟قلت:بى
وجع0فقال:الوجع لا يمنع المحب ثم أرانى خلقا كثيرا من الأولياء وغيرهم من
الأحياء والأموات من الشيوخ والزمنى بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون
المولد ثم أرانى جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الإفرنج مقيدين مغلولين
يزحفون على مقاعدهم فقال:أنظر الى هؤلاء فى هذه الحال لا يتخلفون فقوى
عزمى على الحضور فقلت له:إن شاء الله تعالى نحضر فقال: لابد من الترسيم
عليك فرسم على سبعين أسودين عظيمين كالأفيال0وقال:لا تفارقاه حتى تحضرا
به0فأخبرت بذلك سيدى الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه فقال:سائرالأولياء
يدعون الناس بقصادهم و سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يدعو الناس بنفسه
الى الحضور0ثم قال:إن سيدى الشيخ محمد السروى رضى الله عنه شيخى تخلف
سنة عن الحضور فعاتبه سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه0وقال:موضع يحضر
فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والأنبياء عليهم الصلاة
والسلام معه وأصحابه والأولياء رضى الله عنهم ما نحضر؟فخرج الشيخ محمد
رضى الله عنه الى المولد فوجد الناس راجعين وفات الإجتماع فكان يلمس ثيابهم
ويمر بها على وجهه0ومنها ما ذكره سيدى الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه
قال:أن شخصا أنكر حضور مولده فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعره تحن الى دين
الاسلام فاستغاث بسيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فقال:أن لا تقول0 فقال:نعم0
فرد عليه ثوب إيمانه ثم قال له:وماذا تنكر علينا؟قال:إختلاط الرجال بالنساء فقال
له سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه:ذلك واقع فى الطواف ولم يمنع أحد منه0
ثم قال:وعزة ربى ما عصى أحد فى مولدى إلا وتاب وحسنت توبته وإذا كنت
أرعى الوحوش والسمك فى البحار وأحميهم من بعضهم بعضا أفيعجزنى الله عز
وجل عن حماية من يحضر مولدى0 وحكى لى شيخنا أيضا أن سيدى الشيخ أبا
الغيث أبن كتيلة أحد العلماء بالمحلة الكبرى وأحد الصالحين بها كان بمصر فجاء
الى بولاق فوجد الناس مهتمين بأمر المولد والنزول فى المراكب فأنكر ذلك
وقال:هيهات أن يكون إهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وآله وصحبه
وسلم مثل إهتمامهم بأحمد البدوى فقال له شخص:سيدى أحمد ولى عظيم قال:فى
هذا المجلس من هو أعلىمنه مقامافعزم عليه شخص فأطعمه سمكا فدخلت حلقة
شوكة تصلبت فلم يقدروا على نزولها بدهن غطاس ولا بحيلة من الحيل وورمت
رقبته حتى صارت كخلاية النحل تسعة شهور وهو لا يلتذ بطعام ولا شراب ولا
منام وأنساه الله سبحانه وتعالى السبب فبعد التسعة شهور ذكره الله بالسبب
فقال:إحملونى الى قبة سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فأدخلوه فشرع يقرأ
سورة (يس) فعطس عطسة شديدة فخرجت الشوكة منغمسة دما فقال:تبت الى الله يا سيدى أحمد
وذهب الوجع والورم من ساعته0وأنكر ابن الشيخ خليفة إبيار بالغربية حضور أهل بلده الى
المولد فوعظة شيخنا الشيخ محمد الشناوى رضى الله عنه فلم يرجع
فاشتكاه لسيدى أحمد فقال:ستطلع له حبه ترعى فمه
ولسانه فطلع من يومه ذلك وأتلفت وجهه ومات بها0ومنها:ما قد شاهدت أنا بعينى سنة خمس
وأربعين وتسعمائة: شاهدت أسيرا على منارة سيدى عبد العال
رضى الله عنه مقيدا مغلولا وهو مخبط العقل فسألته عنه ذلك فقال:بيناأنا فى بلاد
الإفرنج آخر الليل توجهت الى سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه فإذا أنا به
فأخذنى وطار بى فى الهواء فوضعنى هنا فمكثت يومين ورأسه دائرة عليه من شدة الخطفة رضى الله عنه0قاله الشعرانى0
وقال فى المنن:وقع لى وأنا فى مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه وأنا جالس فى ركن القبلة فمد
شخص من زائرين سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه يده الى معاليق قلبى وقبض على قلبى فكدت
أن أهلك وكان متقلدا بقوس فشكوته الى سيدى أحمد البدوى رضى الله
عنه فأتهم بتهمة وأمسكة الكاشف وأرسل
يستغفر الله تعالى فسألت سيدى أحمد فيه فخلص ولم يشعر بهذه أحد من أصحابه0وكراماته
تتجاوز الحد والعد0فمنه:قصة المرأة التى أسر إبنها فى بلاد الإفرنج فلاذت به فأحضره فى
قيوده0ومر به رجل يحمل قربة لبن فأشار اليه
بإصبعه اليها فانقدت فخرجت منها حية ميتة إنتفخت0
ومنها:أنه شاوره شيخ مقامه على السفر بحضور الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعرانى فقال
له من القبر:سافر وتوكل على الله0قال الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعرانى:هكذا سمعته
بأذنى0وبين الشعرانى وبينه ثلاثمائة سنة0وقال العدوى
فى شرح البردة البوصيرية:ومن غريب كراماته ما أتفق للجماعة الذين سعوا فى إبطال
مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالىعنه ونفعنا به وبعلومه ومدده0
وهذه الواقعة من جملة كراماته رضى الله تعالىعنه: وذلك أن الذين أفتوا بإبطال
المولد الشريف المذكور طلبوا من الشيخ الإمام الربانى يحيى المناوى أن يوافقهم على
الموافقة بإبطال المول المذكور فامتنع ولم يكتب على الفتية فشكوه لمولانا
السلطان الظاهر جقمق رحمه الله تعالى فأرسل إليه فطلع اليه وأخبرنى رفيقه الذى
كان معه فقال:لما رآه السلطان نزل اليه من على الكرسى وجلس معه على
الأرض وأخذ يحاوله فى الإفتاء بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالى
عنه ونفعنا به وبعلومه ومدده0فقال له الشيخ:أما أنا فلا سبيل إلى أن أكتب على
الفتيه بإبطاله أبدا بل أفتى بمنع المحرمات التى تحضر فيه ومولانا السلطان
أيده الله يرسل خاصكيا أو أميرا من جهته يمنع المحرمات التى ستحضر فى
المولد ويبقى المولد على حاله فقال له السلطان:إن جماعه أفتوا بإبطاله0
فقال الشيخ:ما أجترىء على الفتيه بذلك0ثم قال كلاما حاصله أن الشيخ أحمد
البدوى سيد كبير وعنده وعنده غيره وهو لا يرجع عن هؤلاء الجماعة الذين
سعوا فى إبطال مولده ويا مولانا السلطان سوف تنظر ما يحدث لهؤلاء من الضرر
بسبب مولانا أحمد البدوىوعجز السلطان عن أن يستكتب الشيخ يحيى على
الإفتاء بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالىعنه ونفعنا به وبعلومه
ومدده فنزل الشيخ من عند السلطان وهو مسرور حيث لم يكتب صحبة الجماعة
الذين أفتوا بإبطال مولد سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالىعنه ونفعنا به
وبعلومه ومدده0ثم بعد قليل حصل لكل واحد من المفتين والمتعصبين فى إبطال المولد المذكور
غاية الضرر0فبعض المفتين عزل عن منصبه وأمر السلطان بنفيه فحصلت له
شفاعة وبعضهم هرب الى دمياط فأحضر وعزر ووضع فى الزنجير وحبس
نصف شهر وبعض المتعصبين كان وجيها عند السلطان أخذ من مجلسة فى غاية
الإهانة والناكال ووضع فى الحديد ويضرب فى مجلس الشرع خمسمائة عصا ثم
أحضره السلطان فى مجلسه وضربه ضربا مبرحا ثم نفى الى بلاد المغرب و
بعضهم ضرب ضربا مبرحا فنسأل الله تعالى العافية والسلامة من عصبة الزور
والبهتان وغضب الله تعالى وغضب رسوله صلى الله وآله وصحبه وسلم0وكانت
وفاته رضى الله تعالىعنه ونفعنا به وبعلومه ومدده سنة 675هجرية فى
مصر0قاله لشعرانى0
