منتدى الرجبية مركز السنطة غربية
مرحبا" بك فى موقع قرية الرجبية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الرجبية مركز السنطة غربية
مرحبا" بك فى موقع قرية الرجبية
منتدى الرجبية مركز السنطة غربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرجبية


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

القطب الملثم سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه وأرضاه

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
Admin

قال الإمام أبو العزائم 
في طنطدا ( ) أحمد البدوي قد يُنبِـى
عن حاله مغرم عن صـولة الجذب
أفناك يا أحمد البـدوي عنـك و عن
كل السوى خطفة تُجلى من الرب
غُيِّبت يا أحمد البــدوي من بـرق
قد لاح لامعه في الجانب الغـربي
حُيِّرت من رشفة في الجانب الشـرقي
مـن روح عيسـى بلا أم ولا أب
أزور روضتك الفيحـاء مقتبســا
حيث المثول أراني حالة صـوبى
رآك من جهـلوا المجنون ويحهمـو
فررت منهم إلى الرضوان والشرب
سُقِيت خمرة عيسـى أحمد البدوي
من البــداية في جمع بلا شـوب
صحوت بعد تلقي الآي متصــلاُ
بنـــور قرآنه صحواً بلا جـذب
بلغت حق يقين حقًّـر الدنيـــا
حتى شـــهدت المعاني في ضيا الغيب
أمام روضتك الفيحاء أسـأل من
أولاك إحســانه بالفضل لا الكسب
يا رب أنت كريم محسـن هب لي
خير المواهـــب من جود ومن حبِّ
(طنطدا : كانت مدينة طنطا تعرف قديما بـ طنطدا ، ثم تحوَّر إسمها بعد ذلك إلى طنطا )
... كان سيدنا الإمام الجنيد يقول :
"حكايات الصالحين جند من جند الله تقوى نفوس المريدين وتؤهلهم للصفاء القدسى في ملكوت ربِّ العالمين".
ولم يقل : "كرامات الصالحين" وإنما قال "حكايات الصالحين".
أي الحديث عن الصالحين وأحوالهم وأعمالهم وأفعالهم وأخلاقهم، وذلك لأن الناس .. تهوى نفوسها الحديث عن الكرامات، وهنا تلزم مقدمة لا بد منها، وأكررها دائماً، وأنبه إخواني عليها بالنسبة لكرامات الصالحين ..... فكرامات الصالحين كما وضحها وبينها أئمة المرشدين نوعان : ... كرامات معنوية وأخرى حسية.
والكرامات المعنوية: أعلاها وأعظمها الاستقامة، وقد قالوا رضي الله عنهم : "الاستقامة خير من ألف كرامة" .
فكون الإنسان يوفقه الله للاستقامه على شرع الله، وعلى منهج حبيب الله ومصطفاه، ويوفقه لآداء الطاعات والقربات التي يحبها الله:
فهذه أكبر كرامة يكرم بها الله العبد في هذه الحياة.
فإن الكرامات المعنوية:
- هي السكينة التي تنزل على القلوب.
- والرضا الذي يصحب العبد عند تنزل الكروب، فلا يسخط ولا يضجر ولا ييأس من رحمة الله.
- وإلهام العبد بذكر مولاه في كل أنفاسه.
- وحفظه من المعاصي والمخالفات ما ظهر منها وما بطن.
- وحفظه حفظاً خاصاً من الفتن التي تعم البلاد والعباد في كل زمن وفي كل عصر.
هذه الكرامات المعنوية هي أعظم الكرامات التي يكرم الله بها عباده الصالحين.
أم الكرامات الحسية التي تظهر على الجوارح، وتراها العين:
- قد تكون كرامة لأهل الاستقامة.
- وقد تكون طمأنينة لأهل الإقبال على الله.
- وقد تكون تفريجاً لكرب أو زوالاً لهم.
- وقد تكون استدراجاً والعياذ بالله إذا ظهرت على عبد وهو في معصية الله، وظن أن له منزلة عند الله ..!!؟؟..ربما يتمادى في عصيانه.
وهذه الكرامات الحسية هي التي يركز عليها بعض من الصوفية سواء كانوا متحدثين أو علماء أو مريدين، وتجد في كتب القوم أو على ألسنة المريدين تزيُّداً في هذه الكرامات، وأحياناً بعضهم قد يتخيلها مع أنها ليس لها أصل ولا حقيقة، وأحياناً بعضهم يتوهمها أي يعيش في عالم الوهم ويتخيل كرامات، وليس لها في حقيقة الواقع عند الله إكرامات....!!!!!... ولذلك فإن نصيحتي دائماً لإخواني:
أولاً: ألا يكثروا من ذكر الكرامات الحسية ، وقد قال الإمام أبو العزائم : " من لم يؤمن إلا بآية (يعني الكرامة) فقل له : لست من أهل العناية" ، لماذا؟ ..، لأن من يكون قربه بالكرامة !، قد تبعده أيضاً كرامة ! ، وأقصد هنا الكرامات الحسية.
ثانيا: ألا نحكي منها أو نتحدث عنها ... إلا ما تستسيغه العقول التي نتحدث إليها، فالكرامة حتى لو كنت أوقن بها، وشاهدتها، وهي صحيحة في ذاتها، ولكن من أحدثهم ... قوم علمانيون ! ، أو لا يؤمنون إلا بالمادة ... وقد قال الحبيب:
{ أُمِرْتُ أنْ أُخَاطِبَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ } وليس على قدر قلوبهم ... لماذا؟ ،قال الحبيب في معنى الحديث الآخر:
{ إنَّ اللهَ يَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تُـبَيـِّـنُــوا كُلَّ الْبَيَان ، أَتُـرِيدُونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَ رَسُـــولُه؟! } ...، كما قال أيضـاً:
{ حَدِّثُــــوا الناَّسَ بِمَا يَعْرِفُــونَ ، أَتُـحِـبُّــونَ أَنْ يُكَــذَّبَ اللهُ وَ رَسُـــــولُه }
فمثل هؤلاء - من أهل الجفاء - ... هم الذين يشنون الحرب على الصالحين والأولياء عندما نبيح لهم ما لا يستطيعون تحمُّله أو تعقُّله من أحوال الصالحين وأعمال المتقين، ولذلك علينا أن نحكي لهم على قدرهم وهذه وصية غالية وعالية ، وكان يقول فيها الإمام أبو العزائم :
اخفوا علومكم صوناً لها عمن مالوا إلى الحظ من زور وبهتان
فالناس الذين انشغلوا بالدنيا والملاهي والشهوات أحكي لهم على قدر ما تتحمل نفوسهم، لأن الناس أذواق ومشارب.مثلاً : ... أنت أُعجبْت بفتاة ورأيت أن جمالها لم يخلق الله مثيله - وصدقت ! ، لأن الله خلق لكل فتاة جمالاً خاصاً - بها لكن هل يجوز أن تتحدث عن جمالها لترغب الخلق جميعاً فيهاً ؟ !!
لا يجوز ذلك ، لأن ذلك خصوصية لك ، ، لكن إن أرت .. فيمكنك أن تتحدث عن أخلاقها، أو عن جميل معاملاتها ، وليس هناك
غضاضة في ذلك ، أما أن تتحدث عن جمالها ؟ !!! ، فلا يجوز لأنه خاص بك أنت ........ وهذا قياس مع الفارق .
فعلينا إذن ألا نتحدث عن كرامات الصالحين إلا بما تتحمله العقول، أما ما ورد في النقول عن الصالحين السابقين ... والأولياء والعارفين .... ، فعلينا أن نمحِّصه بالمنهج العلمي الذي يدَّرس في الجامعات الآن :
فكل من لم نجد له مصداقية ... فعلينا أن نستبعده بالكلية، حتى وإن كانت كانت خصوصية له ! ... وقد آمن بها أهل عصره ، وآمن بها بعض أهل عصرنا.
وذلك لأننا نريد أن نطهِّر جوهر التصوف من هذه الأشكال والمظاهر التي يمسك فيها المتأففون .... ، ثم يحاربون بها الصوفية بما لا يرون ولا يعلمون !، لأنهم لم يروا إلا هذه الشكليات التي وقف عندها المريدون والمتحدثون ، وكذلك وقف عندها بعض الذين هم في ميدان الصوفية سالكون أو مريدون أو أئمة ومرشدون ...
إذن علينا أن نتحدث بما هو على قدر العقول وبدلاً من قضاء الوقت كله في الحديث عن كرامات رجل من الصالحين ، ماذا علينا لو أخذنا في الحديث عن :
- جهاده في الله الذي جاهد فيه نفسه وهواه.
- وكيف تغلب على نفسه؟
- وكيف وصل إلى مرضاة ربه؟
- وكيف وصل إلى محبَّة حبيبه ومصطفاه؟
- والفيوضات، والتجليات، والإكرامات المعنوية، التي أكرمه بها الله سبحانه وتعالى، وهذا هو ما يحتاجه السالك في طريق الله فيحتاج من هؤلاء جهادهم وأخلاقهم وأفعالهم وأحوالهم التي وصلوا بها إلى الله هذه المقدمة كان لا بد منها ...وخاصة أننا سنتحدث عن رجل من رجالات الله الصالحين الذين ملأت شهرتهم المشارق والمغارب .... وهو سيدي أحمد البدوي هذا الرجل أراد أن يصل إلى مرضاة الله :
فجعل وقته ونفسه كله لله ، ولم يدع شيئاً في الدنيا يشغله عن مولاه إلا وتجاوزه ، ليعلن عن صدق رغبته في طلبه لمولاه جل في علاه ، وسار في ذلك على نهج الحبيب المختار ولم يبتدع منهجاً ولا مشرباً وإنما سار على نهج حبيب الله ومصطفاه في كل أحواله.
فقد رأى أن كل ما يبعد السالك عن الله ويشغله عن مولاه؛ هي المناظر التي تراها العين والكلام الذي تسمعه الأذن.: ... فوضع على وجهه لثامين ، ليكون بعيداً عن الخلق ، حتى ولو كان بينهم، فلا يشغل نفسه برؤيتهم، ولا يشغل أذنه بحديثهم ....
لأنه يتحدث مع الله في كل وقت وحين.
رأى – أى السيد أحمد البدوى - الحبيب المصطفى كما قالت في شأنه السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن أول ما بدء به الحبيب الرؤية الصادقة - فقد كان لا يرى رؤيا إلا وجاءت مثل فلق الصبح - ثم حببت إليه الخلوة فذهب إلى غار حراء ، وكان يجهز لنفسه ما يحتاج إليه في الغار ابتعاداً عن الخلق وانشغالاً بالحق ، حتى قال أهل مكة في شأنه: "لقد عشق محمدٌ ربه"،..... فسار سيدي أحمد البدوي على هذا النهج .
وقدَّر الله له أن يسكن في مكة مع أنه ولد في "فاس" ببلاد المغرب وذلك لأن والده أخذ أسرته ورجع بها إلى مكة لأنها موطنهم الأصلي ، وقد كان عمره في ذلك الوقت سبع سنوات فاشتغل أولاً بحفظ القرآن الكريم حتى حفظه وجوَّده وأتقنه على القراءات السبع ، ثم بدأ تحصيل الفقه على مذهب الإمام الشافعي - وكان مذهب أهل الحجاز وأهل مصر في ذلك الوقت - حتى حصّله ، وعلم من الفقه ما يصحح به عباداته وطاعاته لربه سبحانه وتعالى ، وذلك لأن العبادة لا تجوز مع الجهل.
ثم بدأ السير فى الطريق : ... وكان أول ما بدأ به الزهد في الدنيا :
فأخرج الدنيا من قلبه ، وأخذ يجاهد نفسه حتى لم يصبح لها عنده مقدار ، واشتغل بالكلية بعد ذلك بالعزيز الغفار ، لأن الطاعات والعبادات ... لا يتذوق الإنسان لذة المناجاة وحلاوة الطاعة فيها ... وحب الدنيا ساكن في قلبه !..
فمن أراد أن يتذوق لذة الطاعة وحلاوة العبادة فليخلِ قلبه لربه ، كما قال الصادق المصدوق :{ ازْهَدْ فِي الْدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللهُ، وَ ازْهَدْ فِيمَا فِي أيْدِي الْنَّاسِ يُحِبُّكَ الْنَّاسُ } حتى أن أهل مكة لقبوه بأحمد الزاهد في بدايته .
ثم أخذ العهد على شيخ ليعبد الله تحت مراقبة شيخه ، فيطهره من الدسائس النفسية والعلائق القلبية والأدران الروحانية.
وكان شيخه الشيخ برِّى، الذي تلقى الطريق عن الشيخ أبي نعيم ، وتلقى الشيخ أبو نعيم من سيدي أحمد الرفاعي ، وإن كان البعض يعتقد أنه كان يتلقى من رسول الله مباشرة، فهذا صحيح، ولكن هذا لا يكون إلا في النهاية، أما البدايات لا بد فيها من شيخ مربي.- إذن فقد حفظ القرآن.
- ثم درس الفقه.
- ثم زهد في الدنيا.
- ثم أخذ الطريق عن شيخ مربي، والشيخ عن شيخ له سند في طريق الله ولما اجتمعت له هذه الأدوات بدأ في المجاهدات
وقد يسَّر الله له أمر المجاهدات، فخرج إلى غار حراء الذي كان يتعبد فيه رسول الله وانفرد فيه يتعبد لله تأسياً بحبيب الله ومصطفاه .
وقبلها عرض عليه أخوه الأكبر أن يتزوج لكنه كان مشغولاً بالكلية برسالته الربانية فلم يجد لديه وقتاً للزواج وقال يا أخي أنا لا أتزوج إلا من الحور العين.
وأخذ يذكر الله ... ، وقد كان منهجه في عبادة الله
أنه إذا انتصف الليل يظل يقرأ القرآن حتى الفجر ، ولذلك فإن تلميذه الذي رباه تربية برزخية لأنه لم يلتق به في حياته الدنيوية سيدي أحمد حجاب قال: تحيرت آناً .. كيف أصل إلى الله ؟، بالذكر ؟ ، أم بتلاوة القرآن؟ ....وإذا بسيدي أحمد البدوي يقول لي: القرآن .. القرآن .. القرآن..
وظل يجاهد نفسه حتى وصل إلى حال تقلَّل فيه من الطعام بالمجاهدات الفادحة، و تقلل أيضاً من المنام.... فكان أحياناً يقف أمام باب الغار يتفكر في خلق الله ولا يأكل إلا كل أربعين يوماً مرة .. وهذه هي المجاهدات الفادحة التي نال بها الدرجات الراقية ......... جاهد تشاهد ...... وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{69 فمن يجاهد...
لا بد أن الله يهديه إلى السبيل الذي يوصله إلى خالقه وباريه .
وقد نسمع من بعض المبشِّرين أنَّ كلنا أولياء لله، وهذه بشرى طيبة لا بد منها لأهل البدايات ... يقول خادمه الذاتي سيدي عبدالمتعال وأرضاه
"خدمت سيدي أحمد البدوي أربعين عاماً فلم أره غفل عن ذكر مولاه نفساً
وهذا من تمام اقتداءه برسول الله فقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها :
{ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ. } أي لا يدخل إلا على ذكر، ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يجلس إلا على ذكر، ولا ينام إلا على ذكر، ولا يفعل أي أمر إلا على ذكر....
وهذه هي أحوال الصالحين ..... لأنهم تجمَّلوا بقوله سبحانهوَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ )35الأحزاب
ومن وصل إلى هذا المقام ... يندرج في مقام الصالحين.
إذن خطوات الطريق بالنسبة إليه : أولاً حفظ القرآن وجوَّده بالقراءات السبع، ثم بعد ذلك درس الفقه على مذهب الإمام الشافعي، ثم بعد ذلك جاهد نفسه في الزهد في الدنيا.
وهذا هو المنهج الذي رسمه رسول الله للصحابي الجليل الْحَارث بن مالك الأَنْصَارِي الذي يقول له رسول الله
{ كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ ؟ قُلْتُ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنَاً حَقًّا، فَقَالَ: اُنْظُرْ مَا تَقُولُ فَإِنَّ لِكُل شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمانِكَ ؟ }.. فكان أول شرط : { قال: قَدْ عَزَفْتُ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا – وذلك لأنه بدون العزوف عن الدنيا والزهد لن يصحَّ السهر ولن تتمَّ العبادة كما يحبُّها الله – { قَدْ عَزَفْتُ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَأَسْهَرْتُ لِذٰلِكَ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي } – ماذا كانت النتيجة بعد ذلك؟ كانت النتيجة خلع الرضا: { وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبي بَارِزَاً، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا ً}
أما نحن فنريد أن نصل إلى النهاية بدون البداية !،كيف يكون ذلك؟
فهذه مصيبة المريدين في هذا الزمان ....
إذ يريد في لحظة أن يكون من أهل الإشراقات، ويرى غيوب السموات !! ، ويرى الجنات !! ، ويرى الملكوت !!! ، بدون أن يجاهد مثل هؤلاء !!!!! وهذا لا يجوز وكما قلنا فقد أخذ العهدعلى يد شيخ في طريق الله ، وهو الشيخ برِّى الذى أخذ العهد على الشيخ أبي نعيم تلميذ الشيخ أحمد الرفاعي ، وبعد أن أخذ العهد، وتلقَّن من شيخه بدء الممارسة العملية، ذهب إلى غار حراء وأخذ يتعبَّد لله ويذكر الله على المنهج الذي وضعه له شيخه ليتقرب إلى مولاه
وقد نضجت ثمرته بسرعة، لأنه عندما ذهب إلى الغار لم يكن مشغولاً بصور الأكوان، فلم يكن مشغولاً بزوجة، ولا بأولاد، ولا بمنصب، ولا بعمل ولا بجاه، فقد فرَّغ نفسه لمولاه فأسرعت فتوحات الله له ... وذلك لأنه ليس في قلبه نصيب من الدنيا أو شيء من مشتهيات هذه الحياة .
وإن كان لا ينبغي لأحد منا أن يتابعه في ذلك بالكليَّة.. ، أي يترك
الزواج والعمل !!، لأنه كان مغلوباً على أمره في هذا المقام ... لشدة الجذبة الإلهية.
و لأن المقام الأكمل أن يُفْتح على العبد وقد تزوَّج وقام بمسئولية العيال، واضطلع بالوظائف والأعمال ... كما كان أصحاب النبي
ولذلك فقد اتفق جميع الصالحين على أن سيدي أحمد البدوي مع علوِّ قدره ومكانته، كان في بدايته على قدم سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ، وهو ما يطلق عليه: على القدم العيسوي، لكنه بالطبع رسخ بعد ذلك على القدم المحمدي الأكمل والأعلى.ولا بد للإنسان لكي يصل للمقام المحمدي أن يقطع المقام العيسوي، لكن كيف يقطع أحدنا هذا المقام العيسوي مع ممارسته للحياة العامة العملية ... من حيث زواجه وأولاده وعمله ؟
هذا هو العجب العجاب !!! ....
الذي كان عليه شأن الأصحاب وعليه شأن الأقطاب من بدء الدنيا إلى يوم الدين فكل شيء ميسر إن شاء الله ... لمن وفقه الله، وهداه واجتباه وظل هذا الرجل يتعبَّد في غار حراء، وكان يجاهد نفسه في التقليل من الطعام ، والتقليل من المنام ، والتقليل من الكلام ،.... حتى سمِّي الصامت ! ... فكان لا ينطق إلا بالإشارة في أيام المجاهدات هذه.فكل من كان يسأله أو يحدثه ؟ ، يجيبه بإشارة .
وكذلك كان ذاكراً لله على الدوام .
وهذا هو منهج الصالحين، وعدة من يريد أن يكون من الصالحين، ويحظى بالفتح والإكرام من الله ، ومن المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
ما لنا إذن نرى الصالحين ... يأكلون !! ... ويشربون؟
هذا الموضوع يا إخواني لا يكون إلا بعد الوصول، ومصيبتنا أننا نريد أن نقلد الفحول بعد الوصول !!!! ... لكن يجب ان نقلدهم أولاً في الكيفية التي نالوا بها الوصول ، وذلك لكي نكون من الفحول ...
إذن .... فإن سيدي أحمد البدوي كان يمشي على المنهج ... النبوي الشرعي ... الصوفي ... تماما بتمام.وفي تلك الآونة أُمر بالسياحة
وكما نعلم فإن السياحة من أساسيات المنهج الصوفي ، فلا بد من السياحة الملكية الأرضية، حتى يكرم الله العبد بالسياحة القلبية الملكوتية، والسياحة الأرضية بالأجسام.
أما السياحة القلبية فهي عندما يكون الإنسان ساكناً !، ومع ذلك يتنقل قلبه في عوالم الملكوت وفي عوالم الحي الذي لا يموت ويكرم باللطف والإكرامات والمقامات وفي ذلك يقول الحبيب واصفاً الإمام علي ما معناه : عليٌ وإن كان جسمه على الثرى – يعني التراب- إلا أن قلبه بالملأ الأعلى ... وقد كان سيدنا علي نائماً في ذلك الوقت..!! ، وعن هؤلاء الرجال يقول الإمام أبو العزائم :
إن الرجال كنوز ليس يدريهــــا
إلا مــــراد تحلَّى من معــانيها
في الأرض أجسامهم والعرش مقعدهم
قلــــوبهم صـفت والله هاديها
هم الشموس لشرع المصطفى وهمو
ســـفينة الوصل بسم الله مجريها
فرأى (البدوى ) هاتفاً في المنام - وهذا بداية السياحة في الملكوت وتكون برؤية الهواتف المنامية - يأمره بالسياحة إلى بلاد العراق، ثم رأى في المنام صالحى أهل العراق المنتقلين يدعونه لزيارتهم، فانتقل إلى العراق سائحاً في الله ليزور مشاهد الصالحين (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{112 وهناك وجَّهه سيدي أحمد الرفاعي مناماً - وكان لاأس مشايخه في الطريق أن يذهب إلى إحدى تلميذاته بنت برِّى وهي ابنة شيخه "برِّى" ..أى ابنته في الطريق.
وكانت سالكة وقد وصلت إلى حال ولكنها أساءت استخدام هذا الحال فأمره أن يذهب إليها ليصلح شأنها ويردها إلى مقامات الكمال فى الصلاح والتقوى، وقد وفقه الله للقيام بذلك .
وما يساق في هذه القصة من خرافات وأعاجيب !! ، لا شأن لنا بها وإنما كما قلت ... فإن العبرة فيما ذكرناه ---- يتبع ان شاء الله


https://mshafik.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى